صراع | معرض رقميّ

 

يخصّص الفنّان الفلسطينيّ سلمان نوّاتي معظم اهتمامه الفنّيّ في التعبير عن نفسه كإنسان، حيث يتجسّد ذلك بوضوح في أعماله ومشاريعه الفنّيّة الّتي تدور حول عمليّات الصراع من صراع الإنسان مع نفسه وحتّى صراع العالم على الجغرافيا والموارد المحيطة في بيئته.

نفّذ نوّاتي عديد المشاريع الفنّيّة مثل: «ميناء بلا بحر»، «ساعة الصفر»، «بورتريه»، «الخطيئة الأولى»، «الواقع»، «الافتراض الأزرق»، «الثورة»، «الصراع» و«جغرافيا السحر الإلهيّ - المكان».

كما نفّذ نوّاتي ثلاثة معارض فرديّة منها «ساعة رصيف» في «محترف شبابيك للفنّ المعاصر»، و«بورتريه» في «المركز الثقافيّ الفرنسيّ - غزّة»، و«واقع» في «المدرسة العليا للفنون إيكس أون» في غوفونس – فرنسا. وشارك في عديد المعارض الجماعيّة في «المركز الثقافيّ الفرنسيّ - غزّة»، وفي رام الله والقدس و«مركز أريحا للفنون والثقافة» و«مؤسّسة عبد المحسن القطّان».

يقيم نوّاتي حاليًّا في «مدينة الفنون» في باريس، حيث يعمل على مشروع «متحف متخيّل لغزّة» مع الفنّان الفرنسيّ Bourouissa والفنّان محمّد أبو سل والمهندسة سندس النخّالة من قطاع غزّة، وسيفتتح المتحف افتراضيًّا في مهرجان «Palais de Tokyo» عام 2023.

يقول نوّاتي عن مشروعه الفنّيّ «صراع» الّذي تنشر فُسْحَة – ثقافيّة فلسطينيّة لوحاته: "هو مشروع فنّيّ يستخدم وسائط عدّة في المخرجات الفنّيّة من لوحات فنّيّة زيتيّة على القماش، وأعمال تركيبيّة ونحتيّة لتجسيد مفهومي الخاصّ عن الصراع الإنسانيّ، والّذي يشير إلى أطروحات مفادها أنّ معظم الكيانات المجتمعيّة هي في حالة من الصراع الدائم بين المنخرطين فيها بهدف تعظيم منافعهم. هذه الحالة الصراعيّة تسهم بشكل أساسيّ في إحداث حالة حراك وتطوّر اجتماعيّ تصل أقصى درجاتها مع قيام الثورات وما يصاحبها من تطوّرات سياسيّة واقتصاديّة واجتماعيّة. كما يشير الصراع في إطار العلاقات الدوليّة إلى مجموعة من الأطروحات الفكريّة الّتي قد تسهم في تفسير السلوك الخارجيّ للدول".

يتابع نوّاتي: "يعدّ مفهوم الصراع أحد أبرز المفاهيم المتداولة الّتي طفت على سطح النقاش المحتدم بعد انتهاء الحرب الباردة، وأعتقد أنّ الصدام بين ’الحضارات‘ نتيجة حتميّة. لكن كيف لنا تغيير شكله المأساويّ؟ أنتقل من خلال هذه التجربة الفنّيّة الجديدة إلى البحث عن مفاهيم جديدة في تصوير مشهد الصراع الإنسانيّ على الموارد الكونيّة، وصراع الفنّان مع نفسه، من خلال أدوات الفنّ كما عرّفت سابقًا، وطرح حلول متخيّلة من خلال نقل هذه الخسارة إلى حيّز لعبة الشطرنج. ذلك أنّ المشروع يبحث في الإمكانيّات المختلفة الّتي تسهم في صياغة الحلول الّتي تندرج تحت المفهوم العريض لتجربة هذا الصراع الكبير الّذي ورّط البشريّة في عديد الحروب العالميّة والأهليّة والدينيّة. وذلك من خلال طرح تساؤلات عدّة سيتمخّض عنها كلّ الإنتاج البصريّ في وقت لاحق: ماذا لو عدنا إلى صياغة مفهوم المعركة أو الحرب لتجنّب ألم الفقد والخسارة؟ ماذا لو انتقلنا إلى مرحلة نخوض فيها حروبنا بطرق مختلفة؟ مثل تلك الحروب الّتي تخاض على رقعة شطرنج؟ وإذا كان العمل الفنّيّ منذ البداية صورة للوجود الإنسانيّ؛ فما هي صورة الوجود الإنسانيّ الآن؟ هل يمكن لهذا الوجود إعادة خلق نفسه من خلال طرح أدوات جديدة سلميّة للصراع؟".

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


 

سلمان نوّاتي

 

 

 

فنّان  تشكيليّ يعمل منسّق رئيسيّ لـ «برنامج الفنون» في «مركز القطّان الثقافيّ – غزّة». عَمِلَ مدرّسًا للفنون في «كلّيّة الفنون الجميلة» في «جامعة الأقصى»، وكذلك مديرًا فنّيًّا لمهرجانات فنّيّة في غزّة.